صدمة رهيبة ارتسمت علي الوجوه عقب اعلان لجنة الاشراف علي الانتخابات فوز السيد حنا ميلاد بمنصب رئيسا للجمهورية كأول رئيس مصري عقب ثورة 25 يناير 2011 فرح كثيرون وصدم المخلفون عن العمل الجاد او الطامعون بشدة فلقد عملت جميع الفرق والاحزاب علي الفوز بشتي الطرق ثم جاء حنا بأسلوبه الشيق ومشروعه التنموي البسيط ليكتسح الجميع - تذكرت يوم سرت معه في حملته الانتخابية حين زار قري الصعيد وجلس الي الفلاحين واكلنا معا انا وهو والفلاحين كان دائما يمازحهم يسمع النكات يبتسم ينطلق ونحن الي جواره خمسة اشهر فقط هي مدة حملته الانتخابية
كانت افكاره غير اعتيادية حين قرر فجأة ان يزور اهلي الصعيد في مركب نيلي بسيط ينطلق من القاهرة
كانت رحلة تستحق كل ما انفق في سبيلها لم يكن يرفض اي طلب يقدم اليه ودائما يحتفظ باوراق طلبات الناس يبتسم للجميع يقبل عليهم يقبل الكبير والصغير
ﻻ اذكر كم طفل بال علي ملابسه صينية الصنع
سمرته ووجه المصري اكسبه ثقة الفلاحين صدره الرحب واسلوبه المرصع بأبيات الشعر العربي
جعل عرب سيناء يهوون الجلوس الي جواره والرحيل معه اينما ذهب
محاولات التهديد التي كان يتلقاه كانت تزيده قوة وصلابة
كنت انتظر معه سماع النتيجة علي قهوة شعبية بميدان الدقي غمرتني الفرحة واخذته في احضاني فلدي الان صديق ورئيس جمهورية -
صدقوني يا سادة لم اعي حتي الان كيف وجدت ذراعي الملفوفة حوله وقد تلطخت بدمائه وﻻ كيف انطلق الرصاص حولنا كالمطر وﻻ كيف تجمع الناس حولنا يحاولون حماية رئيسهم المقتول
كل ما اتذكره يا سادة ان ترحموني من المشاركة في اي عمل سياسي فأنا قد اعلنت توبتي عن السياسة
خرجت من قاعة المحكمة محمولا اري وﻻ اعي اسمع وﻻ افهم
كل ما استطع فهمه بعد موت صديقي
انه لا سياسة بلا دماء
محمدالحسيني
3/6/2012
No comments:
Post a Comment